-A +A
واس (مكة المكرمة)
تعتزم الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، طرح مشروع الأعمال التأهيلية والتطويرية لقصر الزاهر بمكة المكرمة، ليتم تحويله إلى متحف ومعلم حضاري يتواءم مع مكانة وحجم مكة المكرمة وإرثها الحضاري عبر الحقب المختلفة.

ويشمل المشروع إعداد الدراسات والمخططات التصميمة للعروض المتحفية، التي تسعى الهيئة لإيجادها بأحدث التقنيات التي ترتقي بطرق وأساليب العرض المتحفي وفقا لأرفع المعايير الدولية، حيث جرى استكمال مراحل تأهيل الفراغات الإدارية للمتحف، التي بدأ العمل في تنفيذها قبل ستة أشهر، كما سيتم إدراج المشاريع التطويرية والتشغيلية للمتحف ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري، ومن المتوقع أن تكتمل قبل نهاية عام 2021.


وخصصت الهيئة هذا المعلم التاريخي العريق للعناية بتراث وتاريخ مكة المكرمة، وأدرجته ضمن منظومة مشاريع المتاحف الجديدة التي تنفذها في مختلفة المناطق، بما في ذلك سلسلة من متاحف التاريخ الإسلامي، ومتاحف تاريخ الدولة السعودية.

يذكر أن قصر الزاهر التاريخي بمكة المكرمة تم تشييده عام 1944، وتنبع أهميته من كونه أحد المقرات الرئيسة للملك عبدالعزيز في مكة المكرمة، حيث كان يلتقي فيه وفود قيادات الحجيج المسلمين القادمين من مختلف البلاد الإسلامية.

ويتألف القصر من قبو يعلوه طابقان، إضافة إلى ملاحق علوية متنوعة الاستخدامات، فيما تبلغ مساحة الأرض التي بني عليها 2700 متر مربع، منها 2200 متر مربع مساحة الطابق الأرضي، وتشكل المساحة الباقية ومقدارها 500 متر مربع الحديقة التي تحيط بالمبنى الرئيسي، ومعظمها في الأمام عند المدخل الأساسي، إذ تزين نافورة المساحة وحولها مساحات مزروعة بالأشجار والنباتات الخضراء.

وتم بناء القصر بالحجر المقطوع والمنحوت على الطراز المعماري الإسلامي سواء من حيث التوزيع الداخلي للغرف والصالات، أو التكوين الخارجي للمبنى، وبنيت سقوفه من الأسمنت المسلح، ما ساعد على المحافظة على قوتها ومتانتها.

وتمت إعادة تأهيل قصر الملك عبدالعزيز في الزاهر بمكة المكرمة بعد قرار وكالة الآثار والمتاحف، وتحويله إلى المتحف الإسلامي في مكة المكرمة. ويحتوي متحف قصر الزاهر على قاعة رئيسية للسعودية تضم عدداً من القاعات لمنطقة الحجاز بشكل عام، ولمكة المكرمة بشكل خاص، وقاعة للقصور الإسلامية في المملكة العربية السعودية، وقاعة للمقتنيات الأثرية المتنوعة التي تعود إلى فترات مختلفة من التاريخ الإسلامي في المنطقة، وأخرى للخط العربي، إضافة إلى قاعة للفنون التشكيلية تضم أعمالاً فنية مميزة وقيِّمة.